أشار رئيس حزب القوات سمير جعجع، في تصريح لقناة "العربية"، الى أن "منذ يومين زار الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبنان وعرض طروحات كان من الممكن أن تنهي هذه الحرب، ولو أن بعضها يتعدى على السيادة اللبنانية في مكان ما".

ولفت جعجع، الى أنه "كي نتجنب الأسوأ من طروحات، في ما بعد، قد تتعدى في مكان ما، ولو جزئياً على السيادة اللبنانية، من واجب الحكومة أن تعلن في أسرع وقت التزامها القرارات الدولية 1559 – 1680- 1701 وأن ترعاها في التطبيق، فهذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في لبنان".

ورالى أن "الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي يتذاكيان، إذ يعلنان التزامهما بالقرار 1701، ولكنهما في الوقت نفسه لا يريدان تنفيذ القرارين 1559 و1680، مع أن القرار 1701 يحمل في طياته بوضوح هذين القرارين. وبالتالي، نحن أمام "ساعة الحقيقة"، ولا مجال للمناورة أو التذاكي، لأننا نخسر يومياً عدداً كبيراً من الضحايا ونشهد دماراً فادحاً".

وأكد أن "هذا يتطلب موقفاً شجاعاً وواضحاً يبدأ بتطبيق جميع مندرجات اتفاق الطائف، وخصوصاً ما يتعلق بالتمسك باتفاقية الهدنة لعام 1949، وبسط سلطة الدولة عبر قواها الذاتية، وحل جميع المنظمات المسلحة، ومن ثم تنفيذ القرارات الدولية".

وأردف "حزب الله يحارب إسرائيل الآن من خلال بعض العمليات، ولكن يجب النظر إلى ميزان القوى ككل. لو لم يكن "الحزب" في الجنوب، فهل كانت إسرائيل لتهاجم بيروت؟ ولو كان الجيش اللبناني منتشراً بدلاً منه على الحدود اللبنانية، هل كانت إسرائيل لتهاجم لبنان؟".

واعتبر جعجع، أن "مشكلتنا الرئيسية كمعارضة تكمن بأن الكثير من الكتل توافقنا الرأي إلا أنها لا تريد مواجهة أحد وهذا ما يعطل المجلس النيابي، والدليل أن كل الاتصالات التي تلقيتها بعد مؤتمر "معراب 2" من نواب وكتل تؤيد موقف القوات".

وأضاف "من أراد الحضور إلى مؤتمر "معراب 2" كان بإمكانه أن يأتي، إذ أن معراب ليست أرضاً محرمة، ولا سيما أن القوات اللبنانية كانت تلبي جميع اللقاءات التي ينظمها أي طرف في المعارضة. هناك سياسات ضيقة منعت البعض من حضور المؤتمر، فهم يخافون من حجم "القوات اللبنانية" ولا يريدون لها أن تكبر أكثر، في الوقت الذي تكبر فيه بفضل جهدها ومثابرتها ونشاطها".

وتابع "كل ما طُرح في "معراب 2" أيده كل من لم يحضره، فلماذا تضييع الجوهر والتركيز على الشكل؟ من تغيب أرسل ممثلاً عنه، وربما لم يشارك لتجنب إظهار التفاف لبناني كبير حول سمير جعجع. ولكن يبقى الأهم أننا جميعاً لدينا الموقف نفسه".

وكشف أنه "يجب أن نجلس مع قائد الجيش قبل أن نصوت له لرئاسة الجمهورية لمعرفة ما هو مشروعه السياسي. ومحور الممانعة لا يريد انتخابات قبل وقف إطلاق النار. سنعلن عن مرشحنا فور الدعوة لجلسة انتخاب، وأنا لست مرشحًا للانتخابات".

ولفت الى أن "لبنان يتجه اليوم إلى مزيد من الموت والدمار والخراب، وعلى الحكومة ككل، وليس رئيسها نجيب ميقاتي شخصياً، القيام بخطوة سريعة، وهي الإعلان عن أن لبنان وافق على تطبيق القرارات الدولية، وليس مجرد موافقة في الهواء، بل موافقة فعلية".

وقال "بري يمثل الطائفة الشيعية، ولا أحد يريد القضاء على أحد. الموضوع يُطرح من زوايا خاطئة. الحقيقة أننا أمام وضع نواجهه ونطرح الحل بناءً على ذلك. ونسأل: ما الحل الذي يطرحونه؟ يقولون الاستمرار في القتال، وماذا بعد ذلك؟ ميزان القوى واضح".

وأشار جعجع، الى أن "الرئيس بري (شاطر) بتحوير الأمور. الانتخابات شيء والتوافق شيء آخر، فإذا توافقت بعض الكتل على اسم مرشح واحد قبل الجلسة، فهذا أمر جيد، ولكن الانتخابات موجودة في حال تعذر ذلك".

وأضاف "محور الممانعة ككل، وليس الرئيس بري وحده، يريد توضيب الأمور وتعليبها، لذا لا يريدون انتخاب رئيس "إذا لم يكن على ذوقهم"، وهذا هو الوضع القائم حتى هذه اللحظة. بينما نحن نعتبرها لعبة ديمقراطية، ونشارك في الجلسات رغم أننا لسنا متأكدين من أن إجرائها سيأتي بالمرشح الذي نريد. وإذا كانوا يرغبون في اتباع التوافق دائمًا، فلنعدّل الدستور، وحينها نختار الرؤساء الثلاثة بالتوافق وليس بالانتخابات".

ورأى أن "إيران باتت تدير اللعبة مباشرة في لبنان. لدينا صداقات كثيرة في الإقليم، على رأسها السعودية، بالإضافة إلى عدة دول عربية أخرى. كما لدينا صداقات مع الكثير من الدول الغربية، وفي طليعتها فرنسا وأوروبا وأميركا. لكن هذا شيء، والقيام بال​سياسة​ الداخلية انطلاقًا من مصالح تلك الدول شيء آخر".

وقال "من يقولون إن أجندة "القوات اللبنانية" ليست لبنانية تمامًا وتتلاقى نوعًا ما مع الأجندة الإسرائيلية يتجنون، وهم ظالمون، لأن هذا الكلام خاطئ تمامًا. نحن منذ 20 سنة وحتى اليوم، ومنذ 40 سنة، ما هو طرحنا؟ إذا كنا لا نريد دولة، ستستمر الأمور كما هي. أما إذا كنا نريد دولة، فلا يمكن أن تستمر الأمور في ظل وجود تنظيمات مسلحة خارج الدولة".

وتابع "لا نتخوف من موضوع النزوح ولا نعتبره خطرًا كبيرًا. طبعًا، موضوع النزوح سيتسبب بإشكالات كثيرة، حتى لو كان النزوح من الطائفة نفسها من مكان إلى آخر، لأن القلة تولد النقار، والنزوح بحد ذاته مشكلة المشاكل. على سبيل المثال لا الحصر، إن النزوح السوري، الذي بأكثريته سني إلى المناطق السنية، لم يخلُ من المشاكل، ونحن سنشهد على مشاكل. لكن طالما القوى الأمنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، يسهران على حسن سير الأمور، لا أعتقد أن أيًا من الإشكالات سيتطور بشكل سلبي، لكن المهم أن يبقوا ساهرين ومتيقظين".